أريد أن احبك يا سيدتي
في زمن ..
أصبح فيه الحب معاقاً.. واللغة معاقة .. وكتب الشعر معاقة
فلا الأشجار قادرة على الوقوف على قدميها
ولا العصافير قادرة على استعمال أجنحتها
ولا النجوم قادرة على التنقل بدون تأشيرات دخول ...
....
..
.
أريد أن أحبك ..
قبل أن ينقرض آخر غزال من غزلان الحرية
وآخر رسالة من رسائل المحبين
وتشنق آخر قصيدة مكتوبة باللغة العربية
....
..
.
أريد أن أحبك ..
قبل أن يصدر مرسوم فاشستي بإقفال حدائق الحب
وأريد أن أتناول فنجاناً من القهوة معك
قبل أن يصادر البن .. والفناجين
وأريد أن أجلس معك .. لدقيقتين
قبل أن تسحب الشرطة السرية من تحتنا الكراسي
وأريد أن أبكي بين يديك ..
قبل أن يفرضوا ضريبة جمركية على دموعي ..
....
..
.
أريد أن احبك يا سيدتي
حتى أمتطي عربة الوقت وأغير التقاويم
وأعيد تسمية الشهور والايام
وأضبطساعات العالم..
على إيقاع خطواتك
....
..
.
إني أحبك يا سيدتي
دفاعاً عن حق الفرس في أن تصهل كما تشاء ..
وحق الشجرة في أن تغير أوراقها كما تشاء ..
وحق الشعوب في أن تغير حكامها متى تشاء ..
....
..
.
أريد أن أحبك حتى أعيد
لتشايكوفسكي .. بجعته البيضاء
ولبول ايلور .. مفاتيح باريس
ولفان كوخ .. زهرة (دوار الشمس)
ولأراغون .. (عيون إلزا)
ولقيس بن الملوح..
أمشاط ليلى العامرية .....
....
..
.
أريد أن تكوني حبيبتي
حتى تنتصر القصيدة على المسدس الكاتم للصوت ..
وتنتصر الوردة ..
على هراوة رجل البوليس
وتنتصر المكتبات ..
على مصانع الأسلحة..
....
..
.
كل شيء يا سيدتي تغير
فالأقمار الصناعية إنتصرت على قمر الشعراء
والحاسبات الالكترونية تفوقت على نشيد الإنشاد
وقصائد لوركا .. وماياكوفسكي .. وبابلو نيرودا ..
....
..
.
أريد أن أحبك يا سيدتي ..
قبل أن يصبح قلبي قطعة غيار تباع في الصيدليات
فأطباء القلوب في (كليفلاند) يصنعون القلوب بالجملة
كما تصنع الأحذية ....
....
..
.
السماء يا سيدتي أصبحت واطئة ..
والغيوم العالية أصبحت تتسكع على الأسفلت ..
وجمهورية أفلاطون .
وشريعة حمورابي .
وكلام الشعراء .
صارت دون مستوى سطح البحر
لذلك نصحني السحرة ,والمنجمون , ومشايخ الطرق الصوفية ..
أن أحبك ..
حتى ترتفع السماء قليلاً ....